فأنساه الشيطان ذكر ربه. هل كان يوسف هو من نسى ذكر ربه؟
.
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)
في تفسيرات عدة قالوا أن النبي يوسف حين قال للساقي اذكرني عند ربك كان ينتظر أن يخرجه سيد الساقي ولكن الساقي هو من نسى ان يذكر خبر يوسف عند سيده ,,
البعض يقول انه منطقياً من نسي هو الساقي وليس النبي يوسف لأنه هو من طلب من الله السجن , عظيم ولماذا إذاً وهو يريد أن يُسجَن يطلب من الساقي أن يخبر سيده بأمره حتى يخرجه؟!!!
اذاً الدليل على أن النبي يريد أن يخرج من السجن ولكن سجنه كان بناءاً على ماطلبه من الله حتى يصرف عنه كيد النسوة,,
"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ (35)
هو من طلب من الله ان يُسجن بدل من أن يترك الى دعوات النساء بالأمور الخاطئة , وكان من الله أن استجاب له بأن صرف عنه كيدهن وسمع لدعائه ولكن هنا يكمن شيء آخر , إذا كان يوسف قد دعى الله بأن يصرف عنه كيدهن وأن يصرف عنه ايضاً شر السجن لصرف الله عنه كل هذه الأمور بدعائه ولكن الله استجاب له كما طلب هو, فقد طلب النبي من الله صرف شر النساء وطلب أيضاً السجن وكان جواب الله أن سمع لما أراد النبي , وبعد أن ذاق النبي شر السجن ومرارته طلب أيضاً أن يخرج من السجن ولكنه الآن لم يطلب من الله وطلب من الساقي , وهو النبي الكريم كيف يطلب من العبد لذلك كان جزاؤه أن لبث بضع سنين أخرى , ومن بلاغة الله في آياته الكريمه أنه يضع كلمة رب مرتين , الأولى اذكرني عند( ربك) يعني رب الساقي او السيد ويضع رب الاخرى (ذكر ربه ) الثانيه هي رب تعني الله , ولأنه أراد الله بهذه البلاغة الشديدة أن يخبرنا ويخبر النبي الكريم أنه إذا كان هناك رب للساقي فهنا رب أعظم واكبر من رب الساقي ومن كل الأرباب , إذاً تعني الاية : وقال النبي للساقي اذكر قصتي لربك او سيدك حتى يخرجني من السجن ومن الظلم الواقع عليّ وأنتظر يوسف هذا الساقي أن يذكره ويخبر سيده ولكنه نسي أن يذكر أن الله ربه هو من سيخرجه وليس رب الساقي ولذلك جاء الجزاء من الله له بأن يجعله يلبث بضع سنين أخرى في السجن , لذلك بعد مرور تلك السنوات على النبي في سجنه فكان من الله أن يرسل الى الملك الرؤيا وتحدث الاحداث بأقدار الله ولذلك حين طلبه الملك لم يتعجل يوسف في الخروج لأنه حينها أدرك أن الله لن يتخلى عنه أبداً بعد ذلك وقال للرسول ارجع الى ربك حتى يتبين في الظلم الواقع عليّ لاني اعلم أن الله سيخرجني وانه هو من عليه امري واعتمادي كله
هدير رضا
أكاديمية الحب الإلهي