cows photo

تدبر في معنى فليبتكن آذان الأنعام

August 15, 20247 min read

بسم الله الرحمن الرحيم
 وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) 
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120

فليبتكن آذان الأنعام , آذان الأنعام

الآية "فليبتكن آذان الأنعام" وردت في سورة النساء (آية 119) وتفسيرها في كتب التفاسير كالتالي:

تفسير الطبري: يقول ابن جرير الطبري أن المقصود بقوله "فليبتكن آذان الأنعام" هو أن الشيطان سيوحي لأتباعه من البشر أن يقطعوا آذان الأنعام. وكان ذلك جزءًا من العادات الوثنية عند بعض العرب في الجاهلية، حيث كانوا يقطعون آذان بعض الأنعام كعلامة على أن هذه الأنعام موقوفة للأصنام فلا تُركب ولا تُحلب.

تفسير ابن كثير: يقول ابن كثير أن "فليبتكن آذان الأنعام" يعني قطع آذان الأنعام، وهو من الوساوس التي يبثها الشيطان في نفوس الناس ليغيروا خلق الله ويتبعوا خطواته. وأشار ابن كثير إلى أن هذا الفعل كان يُمارس من قبل أهل الجاهلية كنوع من التقرب للأصنام.

تفسير القرطبي: يتفق القرطبي مع ما ورد في التفاسير الأخرى، حيث أشار إلى أن البتك هو القطع، وأن العرب كانوا يقطعون آذان بعض الأنعام في طقوس وثنية معينة. ويذكر القرطبي أن الشيطان يوسوس للناس بتغيير خلق الله، سواء كان ذلك في خلق البشر أو الحيوانات.

تفسير الجلالين: الجلالين يفسر الآية أيضًا بنفس المعنى، ويقول أن "البَتْك" هو القطع، وأنه كان من عادات العرب في الجاهلية أن يقطعوا آذان بعض الأنعام كتقرب إلى آلهتهم.

وغيرهم الكثير ممن يتشابهون في الرأي ولكن ماهي المواضع الأخرى التي ذكرت فيها كلمة الأنعام في القرآن ؟

خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6 الزمر)


فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( الشورى 11)

إذاً فألأنعام ذكرت في القرآن منذ بداية الخلق لآدم وزوجه ثم أن الله صنع لهم الأنعام بيديه وأنزلها لهم على الأرض والتي لم تكن موجودة قبل نزول آدم وزوجه ولكن الله صنعها خصيصاً لتعين آدم على الحياة على الأرض وليكون فيها النفع من مأكل ومشرب وفرش وركوب.

يقولون في تفسيراتهم انها المقصود بها تبتيك آذان الانعام في زمن الجاهلية عند العرب ؟

 وهل الشيطان حينما قال أنه سيغوي ويضل بني آدم كان يقصد العرب في زمن الجاهلية ؟

وماذا عن العصور الأولى ولماذا قال الله أنه مع خلق آدم صنع وأنزل ثمانية ازواج من الأنعام؟؟

لذلك حينما نأخذ معنى الآية بمنظور آخر ونترك الفهم الذي كان يقصد به أنعام الجاهلية وماكان يفعل بها في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونتجه الى معنى آخر للأنعام وهي التي خلقت مع بداية خلق آدم ليكون أقرب لتوعد الشيطان بضلال بني آدم وجعلهم يخالفون منهج الله ويغيروه في هذه الأنعام التي نزلت معهم الى الأرض ونفهم ماهو السر في تبتيك آذان الأنعام ولماذا أمرهم الشيطان بهذا ؟

مالمقصود بثمانية أزواج ؟؟

كلمة ( زوج) خلاف الفرد فيقال على الشيء الذي معه آخر من جنسه فهما الاثنين زوج

لذلك حينما تكون الأنعام ثمانية ازواج يعني ثمانية من الزوج أي أن حاصل الأفراد ستة عشر ( 8*2) لذا كان هناك عندما انزل الله الانعام ثمانية وثمانية من كل نوع كما قال الله في الآية :

ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ الى اآخر الأية 

المعنى ثمانية أزواج يعني16 فرد

من الضأن اثنين أي زوجين من الضأن يعني أن عدد أفراد الضأن هم أربعة

ومن المعز اثنين أي زوجين من المعز يعني أن عدد أفراد المعز هما أربعة

وهكذا للإبل وللبقر هم أربعة أفراد من كل نوع منهما لذلك يصبح عندنا اجمالي عدد أفراد الأنعام 4*4 يساوي 16

الأربعة أفراد من كل نوع من الأنعام كانت على شكل زوجين أي ذكر وأنثى وذكر وأنثى ( قل آلذكرين حرم أم الأنثيين ) أي الذكرين من نوع واحد منهم يعني مثلا الضأن فالله يقصد هنا الذكريين من الضأن -( أم الأنثيين اما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) وهنا المقصود بها الانثيين من نوع واحد من الضأن ( يعني معنى الآية هل حرم الله ذبح الذكرين من الضأن او الأنثيين من الضأن ؟) لذلك هم 4 من نوع الضأن ( ذكريين وانثيين) وهكذا لباقي الأنواع الثلاثة الأخرى ( المعز والإبل والبقر).

لماذا خلق الله هذه الأنعام على شكل ازواج ؟؟

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79

سورة غافر

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)

سورة يس

اذاً كان هناك من الانعام ( نوعان) أي منها مايؤكل ومنها مايركب ,, مثل قوله 

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة

اذا فمن الحجارة نوع يتفجر منه الانهار ومنها نوع اخر يشقق منه الماء ومنها نوع يهبط من خشية الله

وكانت الأنعام كذلك منها نوع يؤكل ومنها نوع يركب , فكانت الثمانية أفراد الأولى محلة للذبح والثمانية الأخرى محرمة

كانت الثمانية الأزواج المحلة للذبح لحمها طيب يستفيد منه الجسد والروح وكانت الثمانية الأخرى شديدة ومهيأة لتحمل الكثير من المشاق والسفر ولأغراض الفرش والمشارب وكانت لتسهيل الحياة لهم في الأرض

وكانت هذه الأزواج تتشابه مع بعضها لكن ماكان يميزها هي آذانهم فكانت تختلف شكلها أو حجمها أو لونها وكانت هذه هي العلامة التي تفرق الانعام التي تؤكل من التي تركب

فلماذا أغواهم الشيطان وبماذا مناهم ولماذا امرهم بتقطيع آذان الأنعام؟؟؟

 وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا  119 النساء

مناهم وأغواهم بأنهم إن أكلوا من الثمانية أنعام التي هي للركب سينالهم قوة عظيمة وربما مناهم بشيء آخر وأغواهم وأمرهم

بأن يذبحوا منها والتي هي الله حرمها للذبح

لذلك هو فعل بهم مثلما فعل بأبيهم آدم وزوجه ليخرجهما من الجنة حينما وسوس لهما ليأكلا من الشجرة المحرمة

فماذا فعلوا حتى تختلط الأنعام ببعضها ولا تعرف من للذبح ومن للركب؟؟

أمرهم الشيطان بأن يقطعوا جميع آذان الأنعام حتى تختلط ببعضها ولا يعرف منها المحلة من المحرمة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتزويج الأزواج المتغايرة ببعضها فنتج عن الزواج شكل جديد من الأنعام في اللحم والصفات والشكل أيضاً وبذلك هو أمرهم ليغيروا خلق الله في هذه الانعام

 وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (142) 

ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146)

لما قام العرب في الجاهلية بتحريم انعام دون غيرها فكان الله يقص عليهم قصة من سبقوهم والذين أحلوا ماحرم الله للذبح , (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْر مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ , الى آخر الآية 

وبعدها قال  ومن الانعام حمولة وفرشاًً ,, تكملة لقوله وهو الذي أنشأ لكم أي أنشأ لكم من الأنعام حمولة وفرشاً مع الجنات المعروشات ,,

أي أنه سبحانه يتحدث هنا عن الثمانية أزواج التي خلقها أيضاً في بداية النشأة ,,

ويوصف لهم كيف كانت الثمانية أزواج فلماذا إذاً  قال " قل آلذكرين حرم أم الأنثيين " ؟ أي أنه هل كان الله حرم الذكريين كليهما أم أنه حرم ذكر منهما والذكر الآخر لم يحرمه ؟؟

وكذلك الأنثيين حرم منهما أنثى والأنثى الأخرى احلت وكذلك ما في بطون الإناث فكانت المحرمة هي التي في بطون الإناث المحرمة والمحلة هي التي كانت في بطون الإناث المحلة , , 

وبعدها حكى الله عن اليهود أيضاً وكيف حرم عليهم مما أحل لهم الله جزاءاً لبغيهم ,,

فكان إغواء الشيطان للإنسان دائماً يبدأ من طعامه فهو حينما وسوس لآدم وحواء وسوس لهما ليأكلا من شيء محرم وهي الشجرة المحرمة ولما أمر بنيهم بأن يأكلوا من الأنعام المحرمة فكان مدخله أيضاً طعامهم ليضلهم ويمنيهم بالغرور والوعد الزائف كما زين لآدم وزوجه ومناهم (أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ), لذلك مناهم بذبحهم للأنعام المحرمة أن تعطيهم قوة او حياة او خلود والله أعلى وأعلم.

هدير رضا

أكاديمية الحب الإلهي


Spiritual Life Coach and Writer

Hadeer Reda

Spiritual Life Coach and Writer

Back to Blog