الحب اللا مشروط

كيف تعرف أنك وصلت الى الحب اللا مشروط مع توأمك

September 02, 20244 min read
الحب اللا مشروط توأم النفس توأم الشعلة

ماهو الحب اللا مشروط؟

الكثير يتساءل كيف يكون الحب اللا مشروط للنفس، للتوأم، وللآخرين. الحب اللا مشروط هو نتاج وعي وطاقة عالية جدًا، سيصل إليها قريبًا أصحاب الأرواح الطيبة المتسامحة من توأم النفس (توأم الشعلة)، الذين هم في الأصل أرواح نورانية ربانية تاهت بين دروب الحياة بين الأنا وبين أنفسهم، ولكنهم لم يسلموا لها تسليمًا كاملاً لأن الله كان دائمًا معهم، يطلبون منه الهداية مهما وصل بهم الحال ومهما كانت أخطاؤهم.

يسأل الكثير عن الحب اللا مشروط وكيف يكون وصفه وما هو؟

تعلموا أولًا هذا الحب من أطفالكم. أنتم تحبون أطفالكم وتسامحونهم على الدوام مهما فعلوا ومهما كبروا. طفلك تحبه سواء كان أبيض البشرة أو أسود، تحبه سواء كان سليم البنية أو لديه إعاقة، تحبه سواء كان مطيعًا أو متمردًا، تحبه سواء كان رضيعًا أو رجلًا بشارب، تحبه سواء كان يصلي أو لا يصلي. اسألوا الأمهات عن أبنائهم العاقين، هل تحبون أبناءكم بعد كل ما فعلوه بكم؟ سيجيبون بنعم، ولو حاولت أن تدعو الله عليهم، لقلن لك "كف عن ذلك وادعُ الله له بالهداية."

تلك هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما يقول المثل المصري "أدعي على ابني وأكره اللي يقول آمين." فمهما غضبت منه، فلا تتمنى له الأذى أبدًا.

هل تدرون كيف يكون الحب اللامشروط من الوالدين لأبنائهم؟ إنه الحب الذي ينبع من الفطرة الربانية الخالصة، من رحمته التي وسعت كل شيء.

كيف يكون الحب اللا مشروط للنفس أولاً؟

عندما يصل البعض منا إلى هذا الحب اللا مشروط لنفسه، فهو يحب نفسه ويسامحها على أخطاء الماضي، ولا يُحملها ثقل المحاسبة وجلد الذات. لأن حبه لنفسه اللا مشروط يعني أنه بدأ يصبح حبًا ربانيًا إلهيًا، أي أنه يحب حب الله له لأن الله يحبه حبًا لا مشروطًا. فهو يحبه مهما فعل، يحبه في كل حال، يحبه برغم معاصيه، ويطلب منه الهداية ويهيئ له الأسباب ليرى الطريق إليه، ويلهمه حتى يصل إلى هذا الحب والوعي الخالص. وبذلك، لا يتحكم الشيطان به ولا يضله عن الصراط المستقيم الذي يريده الله للإنسان في الأرض. فالشيطان يتمنى أن يضل الإنسان عن فعل الخير وعن حسن الظن بالله. فأنت حين توجه لنفسك الحب، فأنت تحب الحب الذي هو من حب الله لك.

وحين يتعمق الإنسان في فهم هذا الحب، يدرك أنه ليس مجرد علاقة بين طرفين، بل هو علاقة بين الروح والمطلق، بين النفس والكون. الحب اللا مشروط للنفس هو أن تتقبل نفسك بكل ما فيها، أن ترى الجمال في عيوبك كما ترى الكمال في محاسنك، لأنك تعلم أن الله يحبك كما أنت، دون شروط ودون قيود.

ومن هنا، حين تصل إلى حبك اللا مشروط لنفسك، يصبح لديك أيضًا حب لا مشروط للآخرين. فأنت تحب ما فيهم منك، وهو من حب الله الأصيل الذي لا ينضب. عندما ترتقي روحك فوق المادة وتسبح في عالم الرحمة الخالصة، فإنك تتحلى بالصفات الربانية. ترى الجميع فيك وتراك في الجميع، فلا يلوثك حقد ولا غل تجاه أحد، ولا تحاول التحكم أو السيطرة على أحد. تحبهم كما تحب طفلك، تحب ذلك الموجود الداخلي الذي لا تراه، تحب تلك الروح وتعظمها، ويصبح قلبك مثل أفئدة الطير يغرد بالحب والود والحرية للجميع. فلا تعرف قيودًا لنفسك ولا لغيرك، وحينها فقط تتحرر من الأنا الزائفة.

وفي هذه المرحلة، يصبح الإنسان قادرًا على النظر إلى الحياة بعين المحبة، يرى الجمال في كل شيء، حتى في تلك الأمور التي كان يعتبرها يومًا ما مؤلمة أو سلبية. الحب اللا مشروط يعيد صياغة علاقتك بالعالم، يجعلك تعيش في انسجام تام مع الكون، كأنك نغمة في سيمفونية الحياة الكبرى.

بالحب اللا مشروط، ترتفع ترددات الكون. ولهذا يحاول الأنا منعك من هذا الحب ومنع غيرك من الوصول إليه. فلنتخيل أن الجميع يحب الكل حبًا لا مشروطًا، حينها يسود السلام بين الشعوب، فلا توجد حروب ولا دماء، وتعم الوفرة والرخاء جميع بقاع الأرض، وتغمر الرحمة الإنسانية الجميع. لذلك، كان تعطيل الأنا ووسوسته داخل صدورنا لكي لا نصل إلى هذا الوعي، خاصة توائم الشعلة الذين هم في طريقهم إلى هذا الحب الخالص. تحب توأمك بعد أن تحرر نفسك وتحرره من الأنا، وتسمعا صوت لحن الكون بتردداتكم المرتفعة، فتكونا معلمين ومرشدين للكثيرين نحو هذا الوعي وهذه الصحوة، وتنشرا الحب ليعم كل أرجاء الأرض.

كيف تعرف أنك وصلت إلى هذا الحب مع توأمك؟

تسامحه أولًا، تسامحه لأنك تسامح نفسك. تعرف أن بينك وبين توأمك الكثير من الفوارق، والتي هي أيضًا للتأكيد على حقيقة أن الحب لا يعرف شرطًا. الحب للتوأم يصبح مثل حبك لطفلك: تدعو له، تتمنى له الخير هو وأطفاله وأهله، تحبه ولا تنتظر منه أن يكملك لأنك تكمل نفسك. تشتاق إليه شوقًا لا يبكيك ولا يضرك. تحب رؤيته بدون تعلق ببقائه، تحب أن تراه مبتسمًا وسعيدًا ومحبوبًا حتى لو مع غيرك. لا تشعر بالغيرة أو التحكم أو الحزن. أنتما بحبكما اللا مشروط تكونا قد اتحَدتُما على مستويات أعلى وأرقى من الاتحاد المادي، والذي هو أيضًا أمنية التوائم، لكنه ليس هدفهم المنشود. فالأرواح أحبت وأخلصت وتحررت وآمنت وانطلقت نحو النور والحب الأسمى، الذي منه ينبع كل حب.

وعندما تصل إلى هذه الدرجة من الحب اللا مشروط، تتحول حياتك إلى رحلة مليئة بالسلام الداخلي والطمأنينة، حيث تتلاشى المخاوف والتحديات أمام قوة الحب النابع من القلب. وحينها، تدرك أن الحب اللا مشروط هو ليس مجرد شعور، بل هو طريقة حياة، طريقة لتكون وتعيش في هذا العالم.

هدير رضا

أكاديمية الحب الإلهي

Spiritual Life Coach and Writer

Hadeer Reda

Spiritual Life Coach and Writer

Back to Blog